

تبدأ أحداث الفيلم مع "ديفيد"، رجل يستعد للذهاب إلى حفل زفاف، ليتفاجأ بوجود قفل على عجلة سيارته. يقوده إعلان غريب إلى مكان أكثر غرابة: "وكالة تأجير السيارات"، وهو مستودع ضخم وفارغ لا يوجد فيه سوى شخصين: "الميكانيكي" الهادئ و"أمينة الصندوق" غريبة الأطوار. بعد خضوعه لما يشبه تجربة أداء سريالية، يسمحان له باستئجار سيارة قديمة ويقنعانه بإضافة خدمة نظام تحديد المواقع (GPS).
في حفل الزفاف، يلتقي "ديفيد" بامرأة تدعى "سارة". ينشأ بينهما إعجاب متبادل وفوري، لكن "سارة" تحذره بشكل غامض من ملاحقتها، مدعية أنها لا تستحق العناء. يشاهدها "ديفيد" بحسرة وهي ترقص مع رجل آخر، بينما يقضي هو الليلة وحيدًا في غرفته.
دعوة من نظام تحديد المواقع
في اليوم التالي، وأثناء قيادة "ديفيد" في طريق عودته، يخاطبه صوت نظام تحديد المواقع (GPS) الأنثوي فجأة، ويسأله سؤالاً غير متوقع: "هل ترغب في الذهاب في رحلة كبيرة وجريئة وجميلة؟". بعد تردد، ينجح الصوت العاطفي والمقنع في إقناع "ديفيد" بقبول الدعوة. أول محطة في هذه الرحلة الغامضة هي مطعم للوجبات السريعة، حيث يلتقي بـ"سارة" مرة أخرى بالصدفة. يتبادلان أطراف الحديث بشكل أعمق، فيكشف "ديفيد" عن رغبته الدائمة في أن يصبح زوجًا وأبًا، بينما تعترف "سارة" بأن علاقاتها دائمًا ما تفشل.
عندما يستعدان للانفصال مرة أخرى، تتعطل سيارة "سارة" المستأجرة. في تلك اللحظة، يأمر نظام تحديد المواقع (GPS) "ديفيد" بأن يقلها معه. تقبل "سارة" الدعوة، وتنطلق بهما السيارة في رحلة ستغير حياتهما إلى الأبد.
أبواب إلى الماضي
تأمرهم السيارة بالتوقف في وسط غابة، حيث يجدان بابًا أحمر قائمًا بمفرده. بدهشة، يعبران من خلاله ليجدا نفسيهما داخل غرفة يعرفها "ديفيد" جيدًا: إنها منارة في كندا زارها في طفولته مع والدته. يصعدان إلى القمة ويستمتعان بالمنظر الخلاب، في أول تجربة سحرية لهما معًا.
محطتهما التالية تكون عند باب مرسوم عليه رسومات جرافيتي في حقل فارغ. هذه المرة، المكان الذي يدخلانه هو المفضل لدى "سارة": متحف الفن الذي كانت تزوره مع والدتها الراحلة. يسمح لهما حارس الأمن باستكشاف المتحف ليلاً، حيث يتشاركان لحظة مؤثرة أمام لوحة كانت المفضلة لدى والدتها.
مواجهة أشباح الماضي
مع تقدم الرحلة، تبدأ الأبواب في قيادتهما إلى ذكريات أكثر إيلامًا. يعترف "ديفيد" و"سارة" بنقاط ضعفهما؛ حيث تخبره "سارة" أنها تميل إلى خيانة شركائها حتى لو كانوا مثاليين. يقودهما الباب التالي إلى مدرسة "ديفيد" الثانوية، في الليلة التي كان سيؤدي فيها دور البطولة في مسرحية مدرسية، وهي نفس الليلة التي كان سيخبرها فيها بحبه لزميلته "شيريل"، ونفس الليلة التي رفضته فيها من أجل شاب أكبر سنًا.
يُجبر "ديفيد" على إعادة تمثيل دوره في المسرحية واستعادة ألم الرفض أمام "سارة" التي تجلس بين والديه في الجمهور. لكن هذه المرة، تنقذه "سارة" من الإحراج بالصعود على المسرح والغناء معه، فيهربان معًا بعد انتهاء العرض في لحظة انتصار صغيرة على الماضي.
تصبح الرحلة أكثر قتامة عندما تقودهما السيارة إلى مستشفى. يجدان نفسيهما في الليلة التي توفيت فيها والدة "سارة"، وهي الليلة التي لم تكن "سارة" موجودة فيها بجانبها. تعترف "سارة" لـ"ديفيد" بالذنب الذي يطاردها، حيث كانت في تلك الليلة تخون حبيبها مع أستاذها الجامعي بدلاً من أن تكون مع والدتها. في نفس الوقت، يلتقي "ديفيد" بنسخة شبحية من والده، الذي كان قلقًا بشأن ولادة "ديفيد" المبكرة ودوره الجديد كأب.
ذروة الرحلة ومواجهة الحقيقة
بعد هذه التجارب المؤلمة، تأخذهما الرحلة إلى قمة جبل حيث يمكنهما رؤية الكوكب بأكمله. في هذه اللحظة من الصفاء والجمال، يتشاركان قبلتهما الأولى.
لكن الاختبار الأصعب لم يأت بعد. الباب التالي، الموجود على لوحة إعلانات، يقودهما إلى مقهى حيث يواجهان وجهاً لوجه شركاءهما السابقين. يُجبر "ديفيد" على شرح سبب فسخ خطوبته، بينما تُجبر "سارة" على الاعتراف لحبيبها السابق بأنها كانت ستتركه دون تفسير. في مواجهة مؤلمة، يعترف كلاهما بعيوبهما التي أدت إلى فشل علاقاتهما السابقة.
الانهيار والبداية الجديدة
في طريق العودة، تصطدم السيارة بغزال، ثم تتعطل وتشتعل فيها النيران. تعتبر "سارة" هذه علامة على أن عليهما إنهاء الرحلة قبل أن يتأذى أي منهما أكثر. يعترف "ديفيد" بحبه لها، لكنها ترفضه معتقدة أنه وقع في حب خيال وليس حقيقتها. يقضي كل منهما الليلة في غرفة منفصلة في نزل قريب.
في الصباح، يتفاجآن بوجود السيارة وقد تم إصلاحها بمعجزة من قبل "الميكانيكي". يقوم "ديفيد" بإيصال "سارة" إلى سيارتها، ويفترقان. لكن سيارتيهما تقود كلًا منهما إلى باب أخير.
خاتمة: إغلاق الدوائر المفتوحة
الباب الأخير يقود "سارة" إلى منزل طفولتها، حيث تستعيد ذكرى سعيدة ومؤثرة مع والدتها، مما يمنحها السلام الذي كانت تبحث عنه. بينما يجد "ديفيد" نفسه في مكان والده، وهو يواسي نسخته المراهقة في ليلة الرفض، مانحًا نفسه التعاطف والتفهم الذي كان يحتاجه.
عندما يعود "ديفيد" لإرجاع السيارة، يدرك الحقيقة: وكالة التأجير الغامضة هذه مصممة لجمع الأشخاص مع توأم أرواحهم. وفي هذه الأثناء، وبعد أن حصلت على الخاتمة التي كانت تحتاجها، تدرك "سارة" مشاعرها الحقيقية تجاه "ديفيد". تقرر التوقف عن الهروب، وتذهب للبحث عنه. تجده عند شقته، وتعترف بحبها له واستعدادها لمنح علاقتهما فرصة حقيقية، لينتهى الفيلم بقبلة تَعِدُ ببداية رحلتهما الحقيقية معًا.