

هذه ليست قصة حب، بل هي حكاية عن الحب نفسه. تبدأ قصتنا مع شاب يُدعى "توم هانسن"، الذي نشأ على إيمانٍ راسخ بأنه لن يجد السعادة الحقيقية في حياته إلا عندما يلتقي بتوأم روحه، تلك الإنسانة التي قُدرت له. على النقيض تمامًا، تقف فتاة تُدعى "سمر فين"، التي لم تكن تؤمن بوجود مثل هذا الحب المقدر. الشيء الوحيد الذي كانت تحبه حقًا هو شعرها الطويل... ومدى السهولة التي يمكنها قصه بها.
تبدأ الأحداث بمشهد يجلس فيه "توم" و "سمر" على مقعد في حديقة، متشابكي الأيدي، لكن التركيز كله ينصب على خاتم خطوبة يزين إصبع "سمر"، خاتمٌ لم يضعه "توم" هناك.
اللقاء الأول وبداية الإعجاب
في أحد الأيام، وخلال اجتماع عمل روتيني في شركة لبطاقات المعايدة حيث يعمل "توم" ككاتب للشعارات والعبارات، يقدم مديرهم الموظفة الجديدة، "سمر"، التي ستعمل كمساعدة له. ما إن تقع عينا "توم" عليها حتى يشعر بانجذاب فوري نحو جمالها الهادئ.
يتحول إعجاب "توم" سريعًا إلى حديث دائم مع أصدقائه عنها. ورغم محاولته الظهور بمظهر غير المبالي، يتأكد من أنها "الواحدة" بعد حديث قصير وعفوي في المصعد عن حبهما المشترك لفرقة "ذا سميثس" الموسيقية. يمضي أسبوعين وهو يحاول بشكل أخرق أن يفتح حديثًا معها دون جدوى، إلى أن تأتي الفرصة عندما يخبره صديقه المقرب أن جميع موظفي المكتب سيذهبون إلى حانة للكاريوكي في المساء التالي.
ليلة الكاريوكي والاعتراف الخجول
في الحانة، يجد "توم" صديقه يغني، ثم يلمح "سمر" التي تبدو سعيدة برؤيته. بعد أن تغني هي الأخرى، تجلس معهما وتساعد "توم" على شرب المزيد لينضم هو أيضًا إلى الغناء. يتطور الحديث بينهم حول الحب والعلاقات، حيث يدافع "توم" بشدة عن فكرة وجود الحب الحقيقي، بينما تنكر "سمر" ذلك. وأثناء مساعدتهما لصديقهما المخمور ليركب سيارة أجرة، يفلت لسان الصديق ويكشف عن مشاعر "توم" تجاه "سمر". بعد رحيله، تسأله "سمر" إن كان الأمر صحيحًا، وبعد تردد وإلحاح منها، يعترف "توم" بإعجابه بها، لكنها تجبره على قول "كأصدقاء". تصفه بأنه شخص مثير للاهتمام وتغادر. في اليوم التالي، في غرفة التصوير بالشركة، تفاجئه بقبلة عاطفية بينما كانا ينسخان بعض الأوراق، ثم تبتعد بخجل وتخرج.
تطور العلاقة وحدودها
تبدأ علاقة "توم" و "سمر" في التطور. يقضيان أوقاتًا ممتعة معًا في أنحاء المدينة، وتشاركه "سمر" أعمق أفكارها وذكرياتها، بينما يأخذها هو إلى مكانه المفضل في المدينة، ويخبرها عن حلمه القديم بأن يصبح مهندسًا معماريًا قبل أن تمنعه الظروف المادية. وفي أحد الأيام، أثناء تجولهما في متجر "إيكيا" للأثاث، يمزحان حول فكرة العيش معًا كزوجين. ولكن، قبل أن يقبلها على أحد الأسرّة المعروضة، توضح "سمر" بحزم أنها لا تبحث عن علاقة جدية. يذهب "توم" إلى الحمام محاولًا إقناع نفسه بأن ما بينهما مجرد علاقة عابرة وممتعة. عندما يعود، يجدها في انتظاره، وتنشأ بينهما علاقة جسدية.
في صباح اليوم التالي، يخرج "توم" من شقتها وهو يشعر بسعادة غامرة. يرقص في الشارع بينما ترافقه موسيقى ورسوم متحركة تعكس حالته المزاجية؛ لقد وقع في حب "سمر" ويشعر بأنه يمتلك العالم.
الخلاف الأول والمصالحة
تسير الأمور على ما يرام لعدة أسابيع، حتى يأتي ذلك المساء في الحانة. يبدأ رجل غريب بمغازلة "سمر"، ورغم أنها توضح له أنها ليست مهتمة، يصر على أنها ليست مع "توم". بعد أن يوجه الرجل بعض الإهانات لـ "توم"، ينهض الأخير ويوجه له لكمة. يبتسم "توم" ابتسامة مرتبكة نحو "سمر" قبل أن ينهض الرجل الآخر وينهال عليه بالضرب. تأخذه "سمر" إلى شقتها وتصرخ في وجهه، معتبرة أن تصرفه لم يكن "رائعًا" على الإطلاق، بل كان دافعه غروره الشخصي. يرد "توم" بغضب، مؤكدًا أن ما بينهما يتجاوز حدود الصداقة، وأنه حتى لو كانت ترفض تسمية العلاقة، فهو يرى أنها علاقة حقيقية لأن رأيها ليس هو الوحيد المهم. يغادر غاضبًا. يمضي كل منهما ليلته وحيدًا، ويفكر "توم" في الاتصال بها لكنه يتراجع. في اليوم التالي، تأتي هي إلى شقته وتعتذر. يتصالحان ويتشاركان قصص علاقاتهما السابقة، ويبدو أنهما وصلا إلى تفاهم وسعادة مؤقتة.
بداية النهاية
بعد مرور أسابيع أخرى، يذهبان لمشاهدة فيلم في السينما. تبدأ "سمر" في البكاء عند مشاهدة نهاية فيلم "الخريج"، حيث تتلاشى نظرات الفرح من على وجوه البطلين بعد هروبهما من حفل زفاف. بعد الفيلم، تخبر "توم" أنها متعبة وتريد النوم، لكنه يصر على تناول الفطائر. في المطعم، وبينما ينتظران طلبهما، تفاجئه "سمر" بقولها: "أعتقد أننا يجب أن نتوقف عن رؤية بعضنا البعض". يصاب "توم" بصدمة ويسألها عن السبب، خاصة وأنهما كانا سعيدين. تجيبه ببساطة: "أنا لست سعيدة". مع وصول الفطائر، ينهض "توم" ويغادر، بينما تناديه "سمر" قائلة إنه لا يزال أفضل صديق لها.
الانهيار والاكتئاب
تصل شقيقة "توم" الصغرى إلى شقته لتجده في حالة انهيار، يحطم الأطباق بينما يحاول أصدقاؤه تهدئته. تجبره على التوقف وسرد ما حدث. يسيطر عليه الاكتئاب ويبدأ في التأثير على عمله. يستدعيه رئيسه ويسأله عما إذا كان تراجع أدائه مرتبطًا برحيل "سمر"، التي يكتشف "توم" أنها قد استقالت من وظيفتها أيضًا.
لقاء مفاجئ وأمل كاذب
تمر أشهر، ويتلقى "توم" دعوة لحضور حفل زفاف أحد زملائه. أثناء سفره بالقطار، يرى "سمر" ويحاول الاختباء، لكنها تراه وتقترب منه. يتحدثان ويتناولان القهوة، ويقضيان عطلة نهاية الأسبوع معًا في أجواء ممتعة. في حفل الزفاف، يرقصان معًا في ليلة رومانسية، وفي نهايتها، تدعوه "سمر" إلى حفلة ستقيمها في منزلها. يذهب "توم" إلى الحفلة وكلّه أمل في أن تتحول أحلامه إلى حقيقة، لكن الواقع يكون صادمًا ومؤلمًا. بالكاد يتحدث معها، ويقضي معظم وقته يشرب وحيدًا... إلى أن يلمح خاتم خطوبتها. يراها تتباهى بخاتمها وتقف بجانب خطيبها، فيشعر بأن عالمه ينهار. يغادر الحفلة دون أن ينطق بكلمة.
المواجهة مع الحقيقة
يقضي "توم" الأيام الخمسة التالية في حالة من الجمود والصدمة. في النهاية، يعود إلى العمل، وفي منتصف اجتماع لتقديم أفكار جديدة لبطاقات المعايدة، يقرر أن كل معتقداته عن الحب والقدر كانت خاطئة. يلقي خطابًا عاطفيًا أمام الجميع، متهمًا الشركة ببيع الأوهام للناس، ثم يستقيل ويغادر.
بعد فترة من الاكتئاب، وبناءً على نصيحة شقيقته، يبدأ "توم" في تذكر العلاقة بشكل أكثر واقعية، مدركًا أنه كان يركز فقط على اللحظات الجيدة ويتجاهل السيئة. يتذكر كيف كانت "سمر" دائمًا متحفظة وغير مندفعة بشكل كامل في العلاقة. يقرر أن يعود إلى شغفه القديم: الهندسة المعمارية. يبدأ في الرسم والتصميم، ويجمع ملفًا لأعماله لتقديمه للشركات، لكنه يواجه الرفض مرة تلو الأخرى.
الحوار الأخير والقبول
في أحد الأيام، يذهب "توم" ليجلس على المقعد في مكانه المفضل بالمدينة. فجأة، تناديه "سمر". تخبره بأنها سعيدة لرؤيته بخير، ويعترف لها "توم" بأنه أدرك الآن أن كل أفكاره عن الحب كانت خاطئة. تفاجئه "سمر" بقولها إنها لم تكن كذلك. هي، الفتاة التي لم تكن تريد أن تكون "حبيبة" لأحد، أصبحت الآن "زوجة" لشخص آخر. توضح له أنها مع زوجها، شعرت بما لم تكن متأكدة منه أبدًا معه: أنها تحبه وتريد قضاء بقية حياتها معه. وتضيف أنه لو لم يكن هناك "قدر"، لما التقت بزوجها بالصدفة في مقهى. تقول له: "لقد كنت على حق... لكن ليس بشأني". تمسك بيده وتعتصرها بلطف قبل أن تغادر. يخبرها "توم" أنه سعيد لسعادتها، لكنه يتعمد ألا يهنئها بزواجها. تبتسم وتذهب.
بداية جديدة
في اليوم الـ 500، يجلس "توم" في غرفة انتظار استعدادًا لمقابلة عمل في شركة معمارية. فتاة تجلس في الجهة المقابلة تناديه وتسأله إن كانا قد التقيا من قبل. تخبره بأنها رأته يجلس على المقعد في مكانه المفضل، والذي هو بالصدفة مكانها المفضل أيضًا. يمزح معها قائلًا إنه يأمل ألا تحصل على الوظيفة لأنها منافسته. عندما يتم استدعاؤه للمقابلة، يستدير ويسألها إن كانت ترغب في تناول القهوة بعد ذلك. تخبره بأن لديها موعدًا، لكنها سرعان ما تتراجع وتقبل عرضه. يبتسم ويقدم نفسه: "اسمي توم". تبتسم هي الأخرى وتقدم نفسها قائلة: "أنا أوتوم".
وهكذا، تبدأ قصة جديدة... في اليوم الأول.